كتاب (الحج إلى مكة المكرمة من شبه القارة الهندية 1500ــ 1800م). .
قام بتأليفه مايكل ن. بيرسون، وقام بنقله إلى العربية د. معراج نواب مرزا، ود. بدر الدين يوسف محمد أحمد، ثم عاد وراجعه وعلق عليه د. معراج نواب مرزا، وأصدره مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وفي تقديم الكتاب شرح لمحتواه بما نصه: يعد الحج الركن الخامس من أركان الإسلام التي بني عليها، ولذلك حظي باهتمام كبير من المسلمين، لكونه يمثل موسما إسلاميا تتلاقى فيه القلوب في صفاء وإخاء تامين، وتتواضع على عرصاته كل صفات التمايز والاختلاف.
ويجتمع فيه المسلمون قلبا واحدا يؤدون المشاعر نفسها متوجهين إلى رب العالمين، مقتدين بسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم يطمعون في العودة إلى بلادهم وقد قبل حجهم، وغفرت ذنوبهم، ومحيت زلاتهم، وترسخ في أذهانهم عبق الذكرى الطيبة، ونفحات من الأمكنة المقدسة، ونسمات إيمانية تغذي الأرواح وتدفعها إلى الاستقامة على دين الله.
وقد حرص مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة على العناية بتاريخ الحج، وذلك لارتباطه الوثيق بتاريخ هاتين المدينتين المقدستين، حيث تؤدى في رحاب مكة المكرمة ومشاعرها الطاهرة أركان الحج ومناسكه وسننه، ويقضي المسلمون في رحابها أياما روحانية لا تنسى.
ثم ينتقلون في الغالب إلى زيارة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة للصلاة فيه ومشاهدة الآثار الإسلامية الخالدة في تلك المدينة النبوية الشريفة.
وفي إطار هذا الاهتمام وهذه العناية يأتي نشر مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة هذا الكتاب الذي يتحدث عن مسيرة الحجاج من الهند إلى مكة المكرمة.
ضمن مرحلة تاريخية مهمة، وهي مرحلة حكم المغول، كما يوضح العلاقات السياسية والتجارية في شبه الجزيرة الهندية، ويبرز آثار الهيمنة البرتغالية على التجارة والملاحة في المحيط الهندي وبحر العرب.
وقد رجع مؤلف هذا الكتاب إلى عدد من الوثائق المتنوعة، وبخاصة البرتغالية والهندية والفارسية والعربية، وأفصح عن تميز الحج الإسلامي موازنة بالحج في الديانات الأخرى، كما حاول مؤلفه رسم صورة للحج من وجهة نظر غير إسلامية.
ولأهمية الموضوع الذي تناوله هذا الكتاب، سعى مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى نشره وإتاحته للباحثين والقراء الكرام، رجاء أن يلقي الضوء على مرحلة تاريخية مهمة من التاريخ الإسلامي الواسع..
كتاب متميز يفرض الشكر والتقدير لمركز تاريخ مكة المكرمة على العناية بإصداره.
الكاتب: عبدالله عمر خياط
المصدر/ صحيفة عكاظ